مختلف الحديث (الأَحاديثُ الدَّالَّةُ على حُكْم اِلتَّشَهُّدِ الأوَّلِ في الصَّلاةِ"أُنمُوذَجَاً)
Abstract
الـخـاتـمــة
بعَد أن وفقني الله عز وجل لإتمام هذا البحث, يتعيَّنُ عليَّ إثباتُ أهمِّ النتائجِ التي توصلتُ إليها, وهي:
- إنَّ علم "مختلِف الحديث" عظيمُ الأهميَّة؛ لأنَّه يوفِقُ بين الأدلَّةِ المختلفةِ, ويَدفعُ الاضطرابَ في استنباطِ الأحكام الشرعية، ويدحَضُ شُبهاتِ مَنْ يَزعمُ وجودَ تناقُضٍ بين الأحاديثِ النَّبويَّةِ .
- يُعدُّ حديثُ المُسيء صلاتَه مرجعاً لواجباتِ الصلاةِ؛ لأنَّه بيانٌ للأوامِرِ المجملةِ بإقامَتها؛ لكنَّ ذلكَ لا يمنعُ من صَرْفِ بَعضِها إلى النَّدبِ بدليلٍ آخرَ, كما هو معروفٌ في علمِ أُصولِ الفِقْه .
- دَلَّ حديثُ ابنِ بُحَينةَ : (رضي الله عنه) أنَّ التشهُّدَ الأوَّل سُنَّةٌ, وليسَ واجباً؛ لأنَّه (صلى الله عليه وسلم) تركَه, ولم يتدارَكَه, وسَجَدَ للسَّهوِ، بخلاف الواجباتِ الأُخرى التي تدارَكَها(صلى الله عليه وسلم) , ثُمَّ سَجَدَ للسَّهوِ.
- كانتْ طريقَةُ الجمعِ أَفضَلَ طُرُقِ التوفيقِ بينَ هذينِ الحديثينِ المُختَلفَينِ, إذْ صَرَفَ حديثُ ابنِ بُحَينةَ(رضي الله عنه) التشهُّدَ الأوَّل من الوجوبِ إلى النَّدبِ, فقَدْ أَعمَلْنا كِلا الدليلينِ, ولَمْ نُهملْ أَحَدَهما .
- لما كانتْ طريقُ ورُود الأمرِ بالتشهُّدِ الأوَّل حسنةً, أوْ أَقَلَّ درجة, بينما حديثُ ابنِ بُحَينة(رضي الله عنه) الدّالِّ على سُنيَّتِةِ من أعلى درجات الصحيح, كان لا بُدَّ من ذكرِ طريقَةِ الترجيح بينَ الحديثينِ؛ فيَرجَحُ حديثُ ابنِ بُحَينةt على حديثَ المُسيء صلاتَه, لئلَّا يزعُمَ أحدٌ إهمالَ هذهِ الطريقةِ .
- وجودُ أدِلَّةٌ أُخرى على وجُوبِ التشهُّدِ الأوَّل لا يَمنَعُ قَصرَ الخلاف بين حديث المُسيء صلاتَه, وحديثِ ابنِ بُحَينة(رضي الله عنه)؛ لأنَّ تلكَ أَدلَّةٌ عامَّةٌ, بينما نَصَّ هذان الحديثانِ على ذِكْرِ التشهُّدُ الأوَّلِ .
- تبيَّنَ أنَّ سُجودَ السَّهوِ لا يُجبَرُ بِهِ شيءٌ, ولا ينوبُ عن شيءٍ بدليلِ سُجوده ِ(صلى الله عليه وسلم) للزيادةِ, والنفصِ، وإنَّما شُرِعَ لجبرِ الخللِ في نظام الصًّلاةِ, وترتيبِها بسببِ سهوِ المصلي, وذَهابِ فِكرهِ عنها .
- سَلَكَ القائِلونَ بسُنيَّةِ التشهُّدِ الأوَّلِ طريقَةَ الجَمعِ بينَ الأدلَّةِ فكانَ رأيُهم هو الرَّاجِح, بخلافِ القائلينَ بوجوبِهِ؛ لأنَّهم يَرونَ الكُلَّ واجباً يُجبره سُجودُ السَّهوِ إذا تُرِكَ؛ فلا حاجةَ عندهم للجَمعِ .
وآخِرُ دَعْوانا أَنِ الحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ العَالَمِينَ