م.د. خليل إبراهيم حسين فلسفة التجريم الوقائي للحد من انتشار الفايروس الوبائي (كورونا أنموذجا)
Abstract
إن فلسفة التجريم الوقائي من المفاهيم الحديثة في الفلسفة الجنائية المعاصرة تهدف إلى حماية افراد المتجمع والحيلولة دون تعريض حياتهم للخطر، ولذلك يسعى المشرع الجنائي إلى توفير حماية قانونية لحق الانسان في الحياة والسلامة الجسدية من خلال تجريم الافعال الاجرامية التي تمس هذه الحقوق الطبيعية والذي لم يقف عند حد التجريم بعد حدوث النتائج الاجرامية بل عمل على تجريمها قبل تحقق اية نتيجة مادية وذلك من خلال تجريم الفعل من اجل وقاية الانسان من الضرر الذي قد يصيبه في حياته وسلامته الجسدية واي ضرر اخر ويطلق على هذا التجريم (التجريم الوقائي) الذي يعد اساس الفلسفة الجنائية الوقائية التي يكون الهدف منها مكافحة الخطر قبل حدوث الضرر فالمشرع وفق هذه الفلسفة يعمل على الوقاية من حدوث الضرر بتجريمه قبل وقوعه، ولان القواعد العامة في قانون العقوبات لا تعاقب على السلوك الخاطئ طالما لم يترتب عليه اية نتيجة ولان وباء كورونا يشكل تحديا عالميا يتطلب من كل شخص ان يسك سلوكاً مسؤولاً من اجل التصدي للفيروس واحتوائه وعليه ان كل من يخالف القوانين والتعليمات الخاصة بذلك والتي تمثل بوابة القضاء على الفايروس يعرض حياة الاخرين للخطر بنقل العدوى تستوجب مساءلته جنائياً ويجد هذا الموضوع اساسه في فلسفة التجريم الوقائي الذي يعد صورة واضحة للتطور الذي وصل اليه المشرع الجنائي بيد ان نطاق تطبيقه يكون مكبلاً ببعض القيود من الناحية التشريعية أو العملية لان المشرع الجنائي محكوم بمبدأ الشرعية الجزائية . ولذلك تناولنا في هذا البحث التعريف بالتجريم الوقائي في المبحث الاول من خلال بيان مفهومه وفلسفته وفي المبحث الثاني نتطرق إلى فلسفة التجريم الوقائي في نقل العدوى العمدية وغير العمدية .
Copyright (c) 2022 Al-Qalam journal
This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.