إنعكاسات تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين

Abstract

يمثل تغير المناخ تهديداً حقيقياً للسلم والامن الدوليين، بحيث إن تغير المناخ سوف يزيد من مخاطر الصراع، إذ يمكن لتأثير تغير المناخ على الأمن المائي أن يزيد من احتمالية نشوب صراع عابر للحدود، وقد أدى الجفاف في الماضي إلى توترات متكررة بين البلدان المتشاطئة، وسيؤدي انخفاض توافر المياه والغذاء والطاقة الناجم عن تغير المناخ إلى تدمير سبل العيش والمساهمة في مجموعة واسعة من الاتجاهات المزعزعة للاستقرار، والتي تشمل النزوح السكاني والهجرة والاضطرابات السياسية، كما سيؤثر على الأراضي المادية للدول بعدة طرق، مثل فقدان النظم الإيكولوجية القابلة للحياة بسبب التصحر، وزيادة ملوحة التربة، وفيضانات المناطق الساحلية والمنخفضة، وفضلاً عن ذلك ستتأثر الدول الساحلية، ولا سيما تلك التي لديها مناطق ساحلية منخفضة، بالفقدان الدائم للأراضي بسبب تآكل السواحل الناجم عن الظواهر الجوية القاسية وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي الى الهجرة القسرية لبعض أو كل السكان من أراضيهم، وقد يهدد التدهور الإقليمي الناجم عن تغير المناخ إلى جانب الهجرة القسرية، زوال بعض الدول، وعلى وجه الخصوص، بعض الدول الجزرية الصغيرة المنخفضة مثل توفالو وكيريباتي وجزر مارشال ومالديف وغيرها، إذ تكون هذه الجزر غير صالحة للسكن تماماً بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يشكل تحدياً للقانون الدولي بشأن إقامة الدول وحلها، وما إذا كان القانون الدولي في وضع مناسب للتعامل مع التهديد الذي يشكله تغير المناخ على إقامة الدولة وسيادتها.