تحسين العمليات اللوجستية لتجاوز أشكال الهدر (3M) دراسة حالة في الشركة العامة لتجارة الحبوب في نينوى

Abstract

تتميز المعطيات البيئية المحيطة بمنظمات الأعمال المعاصرة، لاسيما المنظمات الصناعية بشدة تعقيدها وتغييرها المستمر والمتسارع  وارتفاع معدلات المنافسة فيها مما يجعل نجاحها او فشلها مرهوناً بقدرتها على الاستجابة السريعة لهذه التغيرات بهدف تقديم خدماتها على النحو الذي يؤهلها لتتبوء موقع الصدارة في قطاع أعمالها، وتفوقها على منافسيها؛ إذ يعد القطاع الصناعي احد اهم القطاعات لأي بلد, ويُعد المورد البشري المحرك الرئيسي والعمود الفقري لهذا القطاع مما دفع المنظمات العالمية الحديثة بالتوجه نحو البحث عن الوسائل والبرامج والسياسات التي من شانها الاتقاء بهذا المورد المهم.

وتستمد الدراسة أهميتها من أهمية الاستقطاب الاخضر كأحد الممارسات الخضراء التي تمارس دوراً جوهرياً في تمكين المنظمات من تنسيق وتكامل نشاطاتها وعملياتها، واجراء المراجعة المستمرة للبيئة التي تعمل فيها ومواكبتها بإعادة النظر في مقوماتها وعناصر قوتها، وتشخيص مكامن ضعفها وبما يمكنها من الاستجابة للتحركات البيئية لاستكشاف الفرص واستثمارها، والحد من التهديدات التي تعيق عملها وتقدمها، اذ تعمل آليات الاستقطاب الاخضر للموارد البشرية على بلورة واقع اجتماعي جديد قادر على التغلب على الصراعات والتناقضات عن طريق تحقيق التوازن بين العاملين والوصول الى القدرات والمهارات الجديدة واستثمار القدرات الحالية، ومن هنا تبلورت فكرة دراسة موضوع الاستقطاب الاخضر ودوره في تعزيز التفوق المنظمي ووقع الاختيار على معمل سمنت بهدف تقديم خدماته بالشكل الذي يميزه ويعزز مكانته بين منافسيه. حظيت العمليات اللوجستية وأنشطتها باهتمام متزايد من لدن العديد من الكتَاب في ظل التحديات التي تواجهها المنظمات بعامة ومنظمات  تجارة الحبوب  بخاصة سواء في بيئة عملها الداخلية من حيث ضرورة استخدام المنظمة لمواردها وإمكاناتها المتاحة بكفاءة، أوفي بيئة عملها الخارجية مثل الضغوط البيئية ومتطلبات الاسواق والزبائن.

لذا أصبح لزاماً على المنظمات الراغبة بالاستمرار أن تسعى جاهدة الى الالتزام بمعايير الكفاءة وتقديم المزايا لمنتجاتها بصورة أفضل من خلال حذف الانشطة التي لا تضيف قيمة في العمليات اللوجستية.

وفي العراق وحيث أن من اولويات الحكومة في الوقت الحاضر وعلى نطاق الخدمات السعي الى تحقيق كفاءة عالية في المنظمات الحكومية بالتوصية لحذف اي نشاط لا يضيف قيمة خصوصاً في المنظمات التي تمس قوت المواطن العراقي ومنها وزارة التجارة وتحديداً الشركة العامة لتجارة الحبوب المسؤولة عن توفير اهم مفردة من مفردات البطاقة التموينية وهي الطحين.

وللوصول الى الاهداف المؤشرة عمدت ادارة الشركة على تبنَي الطرق العلمية في تحسين العمليات اللوجستية ومنها حصر وتحديد اشكال الهدر وتقليل أثارها السلبية على كفاءة تلك العمليات بعد ما تأشر وجود هدر واضح سواء في عمليات استلام الحنطة ونقلها وخزنها وتوزيعها على المطاحن في المحافظة أو السايلوات والساحات الخزنية في محافظات العراق كافة.