العلاقات الدولية بين إدارة الأزمة وإشاعة الفوضى
Abstract
نظرية إدارة الأزمة التي ظهرت في نهاية العقد الاخير من القرن العشرين وانتشرت بشكل كبير موخراً في العلاقات الدولية هي إحدى السبل الكفيلة للخروج من حالة عدم اليقين وظاهرة الفوضى التي تجتاح العالم. أن حالة عدم اليقين وظاهرة الفوضى كلاهما وجهين لعملة واحدة تستخدمهما الدول العظمى للتحكم بمجريات الامور للسيطرة على اقتصادات الدول ومنابع الثروات فيها. وفقدان الاستقرار الذي اجتاح العلاقات الدولية هي حالة واقعية حتمية لما تعانيه تلك العلاقات من تعقد وتشابك، أي بمعنى آخر أنها سمة دائمة للبيئة الدولية وليست وليدة اللحظة. أن حالة عدم اليقين ليست حالة استثنائية، وهي مسألة قديمة، وذات انتشار جغرافي، وقد تزايدت أهميتها في عصر التحولات الكبرى والتفاعلات المعقدة التي تمر بها العلاقات الدولية اليوم. أن تطور النظام الدولي بهذه الشاكلة وبهذا النسق والفوضى اصاب أغلب نظريات العلاقات الدولية بالشلل، وبالتالي عدم القدرة على التحليل والتنبؤ بمستقبل تلك العلاقات، وهو جوهر وجود وحياة تلك النظريات، لذا كان من الطبيعي بعد هذا العجز أن تكون هناك حاجة ماسة لنظريات جديدة تحاول أن توقف عند هذه الظواهر والحالات ليتسنى للمختصين والباحثين الخوض في معطيات هذه الظواهر وتحليلها بشكل جيد، حتى يتسنى لهم حسن إدارتها وتسييرها.
Copyright (c) 2019 Al-Qalam journal
This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.