الجهة الفوقية بين المثبتين والنافين(تحليل ونقد)
Abstract
الملخص:
الحمد لله رب العالمين [{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَاب}, [البقرة:269] .
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله، الذي أيده ربه بالحكمة البالغة والحجة الدامغة فأدى الأمانة، وهدى الأمة، وكشف الغمة، وبلغ الرسالة وتمم مكارم الأخلاق (صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وهديه الى يوم الدين.
وبعد :
فهذا بحث تحت عنوان ( جهة الفوقية بين المثبتين والنافين تحليل ونقد ) أردت من خلاله أن أعيش مع أدلة مثبتي جهة الفوقية بمعنى جهة الفوق لله سبحانه ثم مناقشتها، وكذلك مع أدلة النافين، ولا شك أن الضرورة البحثية تقتضي أن يكون الطريق إلى هذا هو بين التأويل عند مثبتيه ومنكريه، حيث إن القائلين بجهة الفوقية ينكرون تأويل الآيات والأحاديث المتعلقة بهذا، أما النافون فإنهم يقولون بالتأويل .
ونعرض هذا كله مسبوقا ً بتمهيد فيه نلقي الضوء على المحكم والمتشابه ثم نبين بعضا ً من حكم ورود المتشابه في القرآن الكريم ومن ثم في سنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم ).
هذا ولقد جاهدت نفسي لأتسلح بالحيدة التامة تجاه هاتين المسألتين اللتين تعدان بحق من المسائل الهامة التي يدور فيها خلاف في وجهات النظر لا سيما بين المدرستين السلفية والخلفية في الفكر الإسلامي, والذي جعلني أخوض غمار هذا المسلك الشائك ما اتضح لي وضوحا ً كاملا ً من إن الفريقين سلفا ً وخلفا ً إنما يهدفان إلى شيء واحد هو بيان الجانب التنزيهي للحق سبحانه فهذا قاسم مشترك بين الجميع والله أسأل أن تحظى هذه النظرة البحثية بتوفيقه سبحانه وأن يهبها جانب الصواب .
إنه على ما يشاء قدير