الخِطبة والضرر الناتج عنها في قانون الأحوال الشخصية العراقي (دراسة مقارنة)

  • م. د. محسن عبدالقادر صالح محمد كلية القلم الجامعة / قسم القانون

Abstract

يعد عقد الزواج من اهم العقود التي يعقدها الانسان في حياته، اذ انه يؤسس حياة مشتركة بين الزوجين، ولأهمية هذا العقد ولضمان ديمومته واستمراريته، يجب على طرفي هذا العقد المقدس التبصر والتروي قبل الاقدام عليه، وهنا تبرز اهمية الخِطبة كونها المرحلة التي تسبق هذا الارتباط والحياة المشتركة، اذ على طرفي عقد الزواج تلمس مواطن الخير والصلاح في الشخص الذي يروم الارتباط به، ان النهاية الطبيعية للخطبة هي الزواج ولكن هذا لا يعني انها تنتهي بذات النهاية في جميع الاحوال، ففي بعض الاحيان لا يتفق طرفي الخطبة لسبب او لآخر وتنتهي الخطبة بالفسخ، عند ذلك تبرز مسألة الضرر الناتج من الخطبة وضرورة تعويضه وهذا ما تناولناه في بحثنا.

بعد ان اكملنا بحثنا عن الخِطبة والضرر الناتج عنها في قانون الاحوال الشخصية العراقي، استخلصنا جملة من النتائج والتوصيات نجملها بما يلي:

اولاً: النتائج:

  1. تعد الخِطبة من مقدمات الزواج وهي اتفاق رضائي يتم بإيجاب وقبول يعبر عن الرضا الكامل لطرفي الخِطبة ولا تعتبر عقدا ويحق لكلا الطرفين العدول عنها .
  2. ان العدول عن الخطبة لا يوجب التعويض الا اذا رافقت هذا العدول افعال مستقلة وكانت هذه الافعال قد الحقت ضررا ماديا او معنويا بأحد الطرفين.
  3. الضرر الناتج عن العدول عن الخِطبة يتم تعويضه بالاستناد الى المسؤولية التقصيرية وليس المسؤولية العقدية لكون الخِطبة لا تعتبر عقدا.
  4. يجب لقيام المسؤولية المدنية وجود الضرر، والضرر قد يكون ماديا وهو الضرر الذي يصيب الناحية المالية للمتضرر، وقد يكون معنويا، وهو الضرر الذي يصيب حقا من الحقوق غير المالية التي لا تعتبر عنصرا من عناصر الذمة المالية.

ثانيا: التوصيات:

  1. نوصي المشرع العراقي بضرورة تضمين قانون الاحوال الشخصية ببعض الاحكام المهمة التي تخص الخطبة لما لهذه الفترة من اهمية بالغة في التمهيد للزواج الناجح والصحيح.
  2. ضرورة معالجة الاثار المترتبة على فسخ الخِطبة، ولا سيما مسألة التعويض، ضمن مواد قانون الاحوال الشخصية العراقي وعدم تركها للقواعد العامة في القانون المدني وذلك لاختلاف الاضرار الناتجة في مجال الاحوال الشخصية عنها في مجال القانون المدني، والاخذ بنظر الاعتبار العلاقة الاجتماعية التي كانت تربط الخطيبين في فترة الخِطبة اثناء معالجة الاثار والاضرار الناتجة عن فسخ الخِطبة.
  3. حث ودعوة رجال الدين والمثقفين والاكاديميين على عقد الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية من اجل توضيح اهمية فترة الخطبة والعمل على تثقيف الشباب في استغلال هذه الفترة للتقارب والانسجام بين الطرفين قبل الاقدام على الزواج.
  4. قيام الجامعات والمؤسسات التعليمية بعقد ندوات مفتوحة واشراك دوائر الدولة الاجتماعية مع شريحة المجتمع من فئة الشباب لغرض اطلاع الجميع على اهمية فترة الخِطبة من حيث علاقة الطرفين وتهيئتهما للعلاقة الزوجية بما ينسجم مع الاسس الشرعية وثوابت العادات والتقاليد المعمول بها.
  5. قيام فرق متخصصة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بجولات ميدانية الى المدارس والجامعات لإيضاح طبيعة العلاقة بين طرفي الخِطبة بما يتلائم وطبيعة مجتمعاتنا الشرقية العربية الاسلامية في سبيل تثقيف الشباب وتوعيتهم لمخاطر هذه المرحلة واهميتها لبناء حياة مستقبلية ناجحة.

 

 

Published
2018-12-18